2025-09-24 05:10:48
تشهد أندية كرة القدم الكبرى تقلبات في الأداء بين موسم وآخر، لكن ما يمر به مانشستر سيتي هذا الموسم يستحق التوقف عنده. فبعد أن اعتاد الجمهور على هيمنة الفريق السماوي وتحقيقه للألقاب، جاءت نتائج هذا الموسم لتثير الاستغراب والقلق بين المشجعين والمحللين على حد سواء.
الهزائم المتتالية التي يتعرض لها مانشستر سيتي محلياً وقارياً تنذر باحتمال انهيار الفريق الذي حقق ثلاثية تاريخية مؤخراً. ففي البطولات الأوروبية، خرج السيتي من دوري أبطال أوروبا بشكل مفاجئ بعد الهزيمة أمام ريال مدريد بنتيجة 2-3، مما جعل آمال التأهل ضئيلة للغاية.
أما في الدوري الإنجليزي الممتاز، فالأمر لا يقل سوءاً. الخسارة المدوية أمام أرسنال بنتيجة 1-5 دفعت الفريق إلى المركز الخامس، متأخراً بفارق 15 نقطة عن المتصدر ليفربول. هذه النتائج تشكل صدمة للفريق الذي اعتاد المنافسة على اللقب حتى الأسابيع الأخيرة من الموسم.
المدرب بيب جوارديولا، المعروف ببراعته التكتيكية وقدرته على إدارة الأزمات، يعترف بالمشكلة قائلاً: “في بعض الأحيان لا تسير الأمور على ما يرام”. وأشار إلى تكرار سيناريو إهدار التقدم في العديد من المباريات هذا الموسم، بما في ذلك المواجهات أمام فرق مثل فينورد وسبورتنغ لشبونة وبرينتفورد ومانشستر يونايتد.
الملاحظ أن الفريق أصبح يستقبل أهدافاً متأخرة ويستسلم بسهولة، وهي صورة غير مألوفة عن أبطال الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي. الإحصاءات تكشف أن مانشستر سيتي استقبل 44 هدفاً في 23 مباراة منذ بداية نوفمبر، وهو رقم مرتفع جداً بالمقارنة مع فرق الدوريات الخمس الكبرى.
غياب رودري لاعب خط الوسط أثر بشكل واضح على أداء الفريق، لكن المشكلة تبدو أعمق من ذلك. هناك خلل دفاعي واضح، وضعف في التركيز خلال الدقائق الحاسمة من المباريات، وانخفاض في الروح المعنوية للاعبين.
هذه الأزمة تذكرنا ببداية مشوار جوارديولا مع السيتي، عندما تساءل الكثيرون عن مدى ملائمة أسلوب “التيكي تاكا” للدوري الإنجليزي. لكن الفيلسوف الإسباني أثبت جدارته آنذاك، وحقق النجاحات رغم التحديات.
السؤال الآن: هل يستطيع جوارديولا وفريقه الخروج من هذه الأزمة؟ مع استمرار الموسم وتراكم المباريات الصعبة، سيكون على الفريق السماوي إيجاد حلول سريعة لهذه المشاكل إذا كان يريد إنقاذ ما يمكن إنقاذه هذا الموسم.
التحديات كبيرة والعقبات ليست سهلة، لكن تاريخ النجاحات الذي سجله مانشستر سيتي تحت قيادة جوارديولا يمنح الأمل في قدرة الفريق على العودة إلى مساره الصحيح، وإن كان الوقت أصبح ضيقاً لتحقيق ذلك هذا الموسم.
